مقال : الصحراء الغربية بين سلطانين
اعداد : د. بوكاف ابراهيم
يقول
الفرنسيون على "مرابط الصحراوي ماء العينين" عدونا الموريتاني و الذي
ابنه "احمد الهيبة" اعلن نفسه سلطان "مراكش" و هكذا هو الحال
وجده الجنراال "ليوطي" لما دخل "المغرب" حيث انه في 17 اوت 1912 "احمد
الهيبة" دخل "مراكش" و تم بيعته حيث راح السلطان ينظم وزرائه
وحاشيته بكل اريحية و هذا حسب جريدة « l’echo d’oran
1912 » ، و يعد هذا غير معروف
عند كثير ، و لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يسمع احد بهذا السلطان و يعتبر
مجهولا ، ثم اين كان العلويون آنذاك ؟.
في
الوقت الذي عرفت "مراكش" سلطانها الجديد "احمد الهيبة" تعقدت
الأمور كثيرا لان "مولاي يوسف" يعتبر نكرة و لم يعره احد اهتمامه و ذلك
حسب كتاب « la societè geographie » ، المطبوع سنة 1912 كما و يحكي كتاب « coupable de fidèlitè » ، للكولونال " احمد مدان" عن
معاهد الاستسلام الذي وقعها "عبد الحفيظ"، و التي تنص على ان
"مراكش" يجب عليها الانتظار 5 اشهر حتى تخضع هي أيضا للحماية لانها تحت
حكم السلطان "الأزرق أي احمد الهيبة" الذي يلبس لباس "الصحراء
الغربية"، و قد وقعت معركة بين الجنرال الفرنسي و جيش السلطان الأزرق
الذي جاء من الصحراء الغربية حتى يقود الجهاد ضد الفرنسيين المكروهين..."
و الذي تمرد على السلطان –يقول الفرنسيون- و الذي كنا نقوم بحمايته، و هذا كتبه
الانجليز سنة 1989 morocco ;rogerson
barnaby صفحة
242".
و عليه فانه قد تم مبايعة سلطان صحراوي من الصحراء
الغربية اسمه "احمد الهيبة بن
ماء العينين" سنة 1912 سلطانا على "مراكش"، حيث حارب الفرنسيين
لانهم كانوا غزاة و العلويين لانهم باعوا البلاد للغزاة، و هذا لا يدل على ان هذا
السلطان مغربي لمجرد انه دافع عن بلاد "فاس"، او ان الصحراء الغربية
تابعة "للمغرب" فالحقيقة حكس ذلك تماما فاعتلاء ملوك و السلاطين
الصحراويين القادمين من الصحراء الغربية على عرش المغرب دليل على ان هذه
الأخيرة هي من تابعة للصحراء الغربية و ليس العكس بحكم ان الصحراويين حكموا
"مراكش" و كانوا اسيادا على العلويين أي ان العلويين هم من تابعون
للصحراويين. و لكن بالرجوع الى الوراء قليلا يجعلنا نتسائل مرة أخرى :
ما الذي حدث للعلوين حتى سقط ملكهم و صعد احد من الصحراء الغربية و تم
مبايعته سلطانا على "مراكش"؟.
في كتاب "الجواهر في تفسير القران الكريم"
للكاتب " الشيخ الطنطاوي"حيث يذكر عن الجهالة في بلاد الإسلام ان سلطان
مراكش "عبد العزيز"لعبت به الامة الفرنسية و ازالوا ملكه دون تعب ، حيث
ارسلوا له النساء و الراقصات.
و كما هو معروف أيضا ان السلطان قام باستبدال قطع من
ارضه بدراجة هوائية و عرف عن سلاطين "مراكش" اللهو و النساء و الخمر...
و هذا ما جعل حكمهم يسقط في كل مرة و ما جعل أيضا احد سلاطين الصحراء الغربية
يحكمهم.
ان العارف بهذه الاحداث التاريخية قد يدخل من باب ان
السلطان "احمد الهيبة" دخل الى قائمة الولاة "الحسن الأول"
فهذا ابنه خرج عليه و رفض التبعية علما ان ابوه لم يكن مبايعا أصلا ... و حتى نفهم
اكثر نتعمق قليلا في التاريخ ، حيث ان "اليزيد بن محمد" و هو ابن
"محمد الثالث" جد "محمد السادس" في كتاب "الحوليات
الليبية"يذكر ان "محمد الثالث" رزق من فتاة ذات أصول انجليزية بولد
سماه "يزيد" الذي كان سيئ المزاج و عنيف يحب سفك الدماء و يعاقر الخمر
فكان كلامه بذيء، فتم ابعاده عن بلاط "مراكش" و تم تحذيره ان هذه
التصرفات لا تنفع في بلاد طرابلس و الجزائر، فمرة ابوه السلطان "محمد
العلوي" بعث باموال الى الاشراف بمكة و المدينة حيث قام "اليزيد"
باعتراض طريقهم و سرقتهم و لما وصل الامر الى ابيه تبرأ منه حتى انه نشر كتب
البرائة في الكعبة المشرفة.
ان كل قيل سبقا يوصلنا الى حقيقة و هي اين السلطان
"احمد الهيبة" الصحراوي و هو عالم جليل حكم "مراكش" بعدله و
حكمته و علمه من السلطان "اليزيد بن محمد" شارب الخمر و عاشق النساء و
الزنا حيث انه معلوم ان "احمد الهيبة" خرج على العلوين و اعلن برائته
منهم و هذه دلالة مبكرة على رفض الصحراويين لحكم العلويين ، و علو شيوخ الصحراء
الغربية و سلاطينهم و ملوكهم على شيوخ
و سلاطين "مراكش"، ليأتي شيوخ و ملوك اليوم يبحثون عن تبعية الصحراويين
و "الصحراء الغربية" "للمغرب" رغم ان كل الوثائق و الحقائق
تبين ان الصحراويين الاجدر بان يطالبوا "بالمغرب" لتصبح تابعة
للصحراويين و ليس العكس.